من تاريخ المدرسة العتيقة اداومنو بجماعة امي مقورن

29 أكتوبر 2022
من تاريخ المدرسة العتيقة اداومنو بجماعة امي مقورن

_________ موقع مدرسة إداومنو _______

يتواجد موقع مدرسة اداومنو بارض قبيلة سوسية سهلية تنتمي الى اتحادية قبائل شتوكة، وتقع في جزئها السهلي، محادية سفوح جبال الأطلس الصغير الشمالية، وتحدها شرقا قبيلة إيسندالن، وشمالا اتحادية قبائل هوارة، وغربا قبيلة إداوامحمد، وجنوبا قبيلة إيكونكا، واتحادية قبائل إيلالن

 

تتوسط المدرسة قبيلة إداومنو الواقعة من إقليم اشتوكة آيت باها بين مركز جماعة امي مقورن ومنطقة هوارة، على بعد 60 كليومترا ـ تقريبا من أكادير.

________ نشأتها ___________

لم يعرف تاريخ تأسيس المدرسة على وجه الدقة، وكلما يمكن قوله أنها وجدت قبل ستة قرون؛ استنادا إلى بعض الإشارات التاريخية الواردة في بعض العقود، والرسوم التي اطلع عليها والد فقيه المدرسة الحاج عبد الله رحمه الله، واعتمادا ، أيضا ، على الرواية الشفوية التي تناقلها أبناء القبيلة جيلا عن جيل، وتعزو تأسيسها إلى بداية تكون القبيلة.

وكعادة أي تجمع إسلامي، تكون المؤسسة الدينة: المسجد، الزاوية، المدرسة..، مركزا يجمع إليه الأطراف، أسست قبيلة إداومنو مدرستهم هذه، وبجوارها سوقا أسبوعيا لتكون مجمع شملهم، ومركز قبيلتهم.

_________ المراحل العلمية التي مرت منها المدرسة ___________

لم يعرف من تاريخ المدرسة العلمية إلا ما كان في العهود المتأخرة، ويمكن أن نميز في مسيرتها العلمية بين مرحلتين:

1ـ مرحلة تحفيظ القرآن الكريم برواياته:

وأول من عرف من أئمة المدرسة في هذه المرحلة، هو الحسين بن عبد الله الوعزيزي التزنيتي أمَّ هذه المدرسة، أوائل القرن الثالث عشر الهجري، وفيها أنفق ـ رحمه الله ـ من عمره أزيد من نصف قرن؛ خدمة للقرآن الكريم، وإرشادا لأهل القبيلة في أمور دينهم.

وأخذ المشعل القرآني، النوراني بعده السيد عمر بن أحمد السملالي، وأنار به أزيد من 65 سنة، وكان ـ وفق المتواتر من خبره ـ على خلق كريم، محبوبا في قلوب الخاصة، والعامة، موفقا في صلح ذات البين، والتوفيق بين أهل القبيلة، مسموع الكلمة، مشفعا بين الناس ، ذا مكانة عالية، توفي في المدرسة، ودفن داخل القبة بجوار سيدي سعيد بن أحمد الرجراجي، صاحب الضريح.

والثالث: تلميذ السيد عمر المذكور، السيد إبراهيم الرسموكي،، المعروف عند أهل القبيلة ” بسيدي إبراهيم كُوداي ” ، نهج نهْج شيخه تعليمه، وتربيته، ودوره الاجتماعي في القبيلة..، مكث بها ستة وثلاثين عاما، وكانت وفاته سنة 1939م، ودفن بمقبرة إحشاش بأكادير؛ ذلك لأنه لما نزل به مرض موته، واشتدت عليه وطأته، أخذه القائد محمد يرعاه إلى المستشفى بأكادير، وهناك توفي روحه رحمه الله تعالى.

العلامة الشيخ عبد الله آيت وغوري عضو المجلس الأكاديمي للرابطة المحمدية للعلماء ينتقل إلى جوار ربه

انتقل إلى عفو الله وواسع رحمته، الشيخ العالم العلامة عبد الله آيت وغوري؛ عضو المجلس الأكاديمي للرابطة المحمدية للعلماء، بعد أن وافته المنية بمدرسة إدا وامنو بإقليم شتوكة أيت باها، صبيحة اليوم الخميس 8 رجب 1438 هـ موافق لـ 6 أبريل 2017م، عن سن 90 عاما.

ودفن جثمان الفقيد بمقر المدرسة العتيقة إدا ومنو، يوم غد الجمعة 9 رجب 1438 هـ موافق لـ 7 أبريل 2017م، بعد أداء صلاتي الجمعة والجنازة.

والفقيد العلامة الشيخ سيدي عبد الله أيت وغوري هو أحد أبرز علماء منطقة سوس، هو فقيه المدرسة العتيقة إداومنو، باشتوكة أيت باها.

ولد رحمه الله بتاوريرت وانو، والتي كان أول من سكنها هو جده علي بن أيوب من ذرية سيدي واسمين الرجراجي، والعلامة عبد الله أيت وغوري هو أحد تلامذة العلامة سيدي الحبيب البوشواري رحمها الله.

ومنذ سنة 2006، عين الفقيه الشيخ عبد الله أيت وغوري عضوا بالمجلس الأكاديمي للرابطة المحمدية للعلماء، ممثلا لإقليم شتوكة أيت باها، وقد استمر رحمه الله في مهمته التعليمية والتربوية في رحاب مدرسة إداومنو، وفي منطقة سوس العالمة، حيث تتلمذ على يديه المئات من الطلبة.

 

وسنة 2011م، فاز الفقيد رحمه الله بجائزة محمد السادس لأهل القرآن، وتسلمها من يد مولانا أمير المومنين نصره الله.

الاخبار العاجلة